الجُمَانَة
فِي مَعرِفَةِ أُصُولِ الدِّيَانَة
تأليف
أيوب بن رشدان
بسم الله الرحمن الرحيم
1. الحَمْدُ للهِ رَبِّ الكَائِنَاتِ فَلا
إلَهَ إلا هُو اللهُ الذي عَدَلا
2. رَبٌّ لَهُ كُلُّ وَصْفٍ لائِقٍ وَلَهُ
حَقٌّ عَلَيْنَا بِتَـنْـزِيـهٍ فَمَا أَفَلا
3. إِنِّيْ شَهِدْتُ بِأَنَّ اللهَ خَالِقُنَا
لا أُشْرِكَنَّ بِهِ شَيْئًا كَمَا الجُهَلا
4. لَهُ صِفَاتٌ وَأَسْمَاءٌ تَلِيْقُ بِهِ
لَمْ تُحْصَ، تِسْعًا وَتِسْعِينَ احْصِهَا
عَمَلا
5. وَأُشْهِدُ اللهَ وَالأَكْوَانَ أَنَّ
لَنَا
مُحَمَّدًا عَبْدُهُ بِالدِّيْنِ قَدْ وَصَلا
6. اللهُ أَرْسَلَهُ لِلنَّاسِ قَاطِبَةً
مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا صَدَّقَ الرُّسُلا
7. فَدِيْنُهُ دِيْنُـهُـمْ، وَانْسَـخْ
شَرِيْعَتَـهُـمْ
بِشَرْعِهِ إِذْ بِقُدْسٍ أَمَّهُمْ فَعَلَـى
8. إلـى القِيَامَةِ يَبْقَى دِيْنُهُ، وَبِهِ
فَاخْتِمْ نُبُوَّاتِـهِمْ، وَالدِّيْنُ قَدَ
كَمُلا
9. صَلَّى عَلَيْهِ إِلَهُ الكَوْنِ عَدَّ
حَصـىً
وَعَدَّ عِلْمٍ بِمَعْلُوْمٍ لَهُ حَصَلا
10. شَهَادَتَانِ تَحَقَّقْتُ المُرَادَ
بِـهِمْ
مَسْتَيْقِنًا عَالِـمـاً بِاللهِ مُتَّكِلا
11. هِـيَ الشَّهَادَةُ رُكْنُ الدِّيْنِ
قَاطِبَةً
فَحَقِّقَنْـهَـا لِكَيْ يَقْبَلْكَ
وَالعَمَلا
12. إِنَّ الشَّهَادَةَ مِنْ خَمْسٍ
نُصَدِّقُهَا
أَرْكَانُ الاسْلامِ وَالأجْرُ لِـمَـنْ
فَعَلا
13. شَهَادَةٌ، وَصَلاةٌ، وَالزَّكَاةُ كَذَا
صَوْمٌ، وَحَـجٌّ عَلَـى مَنْ يَسْتَطِعْ
سُبُلا
14. أَمَّا الصَّلاةُ فَخَمْسٌ صُبْحُ،
ظُهْرُ، وَعَصْـ
ـرٌ، مَغْرِبٌ، وَعِشَاءٌ، قُمْ وَدَعْ كَسَلا
15. وَزَكِّ إِنْ كُنْتَ ذَا مَالٍ وَإِنَّ
لِذَا
يَسْتَوْجِبَنْ أَنْ تَعِـيْ فِقْهًا فَحُزْ
عَجِلا
16. وَكُلُّ عَامٍ رَمَضَانُ نَصُومُ بِهِ
وَالأَجْرُ فِيْهِ مِنَ الرَّحْمَنِ قَدْ
جَزُلا
17. وَالحَـجُّ قَصْدُكَ بَيْـتَ اللهِ
فَاسْعَ لَهُ
فـي كُلِّ عُمْرِكَ يَكْفِيْ مَرَّةً تَصِلا
18. فَاعْمَلْ بِعِلْمٍ لَهَا إِنْ كُنْتَ
مُتَّبِعًا
وَغَيْـرُ هَذَا كَأَنَّ الرَّكْبَ مَا رَحَلا
19. وَلْتُؤْمِنَنَّ بِأَرْكَانٍ تَحَقُّقُهَا
فـي القَلْبِ، وَلْتُخْلِصِ الأَعْمَالَ
مُنْتَحِلا
20. أَرْكَانُ إيْمَانِنَا سِتٌّ وَأَوَّلُهَا
أَنْ تُؤْمِنَنَّ بِمَوْلاكَ الذِيْ فَعَلا
21. فَاللهُ خَالِقُنَا وَاللهُ رَازِقُنَا
وَغَيْـرُ رَبِّيْ فَنَاءٌ لَمْ يَكُنْ أَزَلا
22. ثُمَّ المَــلائِـكُ فَلْتُؤْمِنْ
بِرِفْعَتِـهَـا
بِالنُّورِ أَنْشَأَهُمْ مِنْ دُوْنِ أَنْ
يَكلا
23. كُلٌّ لَهُ طَائِعٌ لَمْ يَعْصِهِ أَحَدٌ
قَوْمٌ كِرَامٌ فَلا أُنْثَـى وَلا رَجُلا
24. جِبْـرِيـلُ، مِيكَالُ، عِزْرَائِيْلُ،
مَالِكُ، رِضْـ
ـوَانٌ، رَقِيْبٌ، عَتِيْدٌ، ضُمَّ
إِسْرَافِيلا
25. وَمُنْكَرٌ وَنَكِيْـرٌ إِنْ قُبِـرْتَ
أَتَوْا
كَيْ يَسْأَلُوْكَ فَجَاوِبْ إِنْ هُمَا
سَأَلا
26. وَلْتُؤْمِنَنَّ بِكُتْبِ اللهِ قَاطِبَةً
مِنْ قَبْلِ تَحْرِيْفِ قَوْمٍ إِنَّـهُـمْ
جُهَلا
27. تَوْرَاةُ مُوْسَـى وَصُـحفٌ مِثْلُهَا
وَكَذَا
لإبْرَاهِيْمَ، وَعِيْسَـى صَاحِبُ الإنْجِيلا
28. زَبُوْرُ دَاوُدَ، وَالقُرْآنُ
أَفْضَلُهُمْ
وَمُعْجِزٌ، لِلنَّبِـيِّ قَدْ أَتَى جُمَلا
29. اللهُ أَنْزَلَهُمْ وَالْهَدْيَ
عَلَّمَهُمْ
فـي شَهْرِ صَوْمٍ فَقُمْ فِيْهِ وَحُثَّ مَلا
30. وَأَرْسَلَ اللهُ رُسْلا قُلْ ثَلاثَ
مِئِـيْـ
ـنٍ ثُمَّ عَشْرًا وَخَمْسًا وَالخِلافُ عَلا
31. وَالأَنْبِـيَـاءُ بِمِيَّةٍ وَأَرْبَعَةٍ
كَذَاكَ عِشْرُوْنَ أَلْفًا كُلُّهُمْ فُضَلا
32. أَثْبِـتْ ذَكَاءً وَعَقْلا فِطْنَةً
لَهُمُ
ذُكُوْرَةً عِصْمَةً وَالصِّدْقَ إِنْ نَقَلا
33. وَأَفْضَلُ الْخَلْقِ مَنْ يُخْتَمْ
بِبِعْثَتِهِ
مُحَمَّدٌ أَحْمَدٌ طَهَ لَهُ امْتَثِلا
34. فـي عَامِ فِيِلٍ أَتَى بِالخَيْـرِ
مَوْلِدُهُ
أَعْظِمْ بِمَوْلِدِهِ فَالْكُلُّ قَدْ ذُهِلا
35. إِذْ رُجَّ قَصْرُكَ يَا كِسْرَى وَإِذْ
خَمَدَتْ
نَارُ الْـمَجُـوسِ فَهَذَا الـمُصْطَفَـى
جَمُلا
36. حُلْوًا بَـهِيًّـا زَكِيًّا طَيِّبًا
قَمَرًا
وَأَزْهَرًا وَاسِعَ الْعَيْنَيْنِ مُكْتَحِلا
37. أَضَاءَ نُوْرُ مُحَيَّاهُ السَّمَا
فَزَهَتْ
وَازْوَرَّ مِنْهُ شُعَاعُ الشَّمْسِ قَدْ
خَجِلا
38. فَقَدْ أَتَى خَيْـرُ خَلْقِ اللهِ
قَاطِبَةً
فَاسْتَبْشِرُوا إِنَّ عَهْدَ الظُّلْمِ قَدْ
مُحِلا
39. قَدْ مَاتَ وَالِدُهُ مِنْ قَبْلِ
مَوْلِدِهِ
وَالْكُلُّ يَعْرِفُ عَبْدَاللهِ مُعْتَدِلا
40. وَأُمُّهُ بِنْتُ وَهْبٍ وَهْـيَ آمِنَةٌ
مَاتَتْ وَخَيْـرُ الْبَرَايَا سِتَّةً عَقَلا
41. نَسْلٌ كِرَامٌ وَأَصْلٌ لَيْسَ
يَدْخُلُهُ
إِلا كِرَامٌ وَسَادَاتٌ وَهُمْ نُبَلا
42. فَجَنَّةُ الْخُلْدِ يَا رَبِّيْ
لِوَالِدِهِ
وَأُمِّهِ فَهُمَا لِلْمُصْطَفَى أَثَلا
43. وَمَنْ يُفَسِّرْ حَدِيْثًا جَاءَ
ظَاهِرُهُ
نَقْصًا بِنَقْصٍ فَهَذَا الْقَوْلَ مِنْهُ
قِلَـى
44. حَلِيْمَةٌ سَعِدَتْ إِذْ أَرْضَعَتْهُ
فَقُلْ
مَنْ أَجْزَلَ الدَّرَّ فـي ضَرْعٍ وَزَادَ
كَلا
45. فَكَيْفَ بِالْوَالِدَيْنِ الأَكْرَمَيْنِ
فَذَرْ
طَعْنًا فَتُؤْذِيْ رَسُوْلَ اللهِ
كَالسُّفَلا
46. بَلْ لَنْ يُعَذِّبْ إِلَهِـيْ النَّاسَ
قَبْلَ مَجِيْـ
ـيءِ رُسْلِهِ وَبِـهَـذَا الْوَحْيُ قَدْ
نَزَلا
47. وَصَـحْبُهُ خَيْـرُ صَـحْبٍ وَهْوَ مَنْ
لَقِيَهْ
فـي لَحْظَةٍ مُسْلِمًا أَكْرِمْ بِهِ مَثَلا
48. تَعْظِيْمُهُمْ كُلُّهُمْ فَرْضٌ، وَمُبْغِضُهُمْ
مُنَافِقٌ جَاهِلٌ قُلْ مِخْلَطًا خَبِلا
49. هُمْ أَفْضَلُ الْخَلْقِ بَعْدَ
الأَنْبِيَاءِ أَتَى
صِدِّيْقُ، فَارُوْقُ، عُثْمَانُ، عَلِـيُّ
تَلا
50. سَعْدٌ، سَعِيْدٌ، زُبَيْـرٌ، طَلْـحَـةٌ،
وَأَبُو
عُبَيْدَةٍ وَابْنُ عَوْفٍ عَشْرَةٌ عُقَلا
51. زَوْجَاتُهُ أُمَّهَاتُ الْمُؤْمِنِيْنَ
فَلا
يَعِيْبُـهُـنَّ سِوَى ذَاكَ الذِيْ جَهِلا
52. خَدِيْجَةٌ، سَوْدَةٌ، وَعَائِشٌ،
حَفْصَةٌ
مَيْمُوْنَةٌ، أُمُّ سَلَمَهْ كَذَا رَمْلا
53. صَفِيَّةٌ، زَيْنَبٌ وَمِثْلُهَا زَيْنَبٌ
جُوَيْرِيَهْ قِيْلَ مَارِيهْ أَتَتْ أهْلا
54. وَأَهْلُ بَدْرٍ، وَأُحْدٍ،
وَالْبَقِيَّةُ قُلْ:
قَوْمٌ عُدُوْلٌ وَعَنْـهُـمْ دِيْنُنَا
نُقِلا
55. وَلْتُؤْمِنَنَّ بِيَوْمٍ آخَرٍ سَيَجِيْ
هَوْلٌ عَظِيْمٌ فَدَعْ عَيْشًا كَمَنْ غَفَلا
56. كُلٌّ سَيَلْقَى كِتَابًا فِيْهِ مَا
عَمِلَتْ
يَدَاهُ وَالرَّبُّ بِالْعَبْدِ الأَثِيْمِ
خَلا
57. قَبْـرٌ فَنَشْرٌ فَحَشْرٌ فَالْحِسَابُ
فَجُزْ
عَلَـى صِرَاطٍ وَإِلا كُنْتَ مُسْتَفِلا
58. يَا وَيْلَ نَفْسِـيْ إِذَا لَمْ
يَغْفِرَنَّ لَهَا
مَوْلايَ هَيَّا فَقُمْ للهِ مُبْتَذِلا
59. آمَنْتُ إِنْ يَقْضِ وَالأَقْدَارُ مِنْهُ
أَتَتْ
بِخَيْرِهَا وَبَشَرٍّ تَسْبِقُ الْخَطِلا
60. فَالْكُلُّ خَلْقٌ لَهُ؛ إِذْ لَيْسَ
يَقْهَرُهُ
شَيْءٌ، وَيَعْلَمُ مَنْ يَقْتُلْ وَمَنْ
قُتِلا
61. إِحْسَانُنَا أَنْ تَرَى الموْلَى فَإِنْ
عَجَزَتْ
عَيْنَاكَ فَاعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ مَا ذَهِلا
62. فَرَاقِبِ اللهَ يَا هَذَا وَكُنْ حَذِرًا
مِنْ غَفْلَةِ القَلْبِ وَارْقَبْ يَا أَخِـيْ
الأجَلا
63. وَاذْكُرْ بِأَنَّكَ مَا تَعْمَلْهُ
تُجْزَ بِهِ
فَاجْعَلْ لِذَنْبِكَ مِنْ قَبْلِ الرَّدَى
بَدَلا
64. وَاتْرُكْ حَلاوَتَـهَـا إِنْ كُنْتَ
مُعْتَبِـرًا
وَقُلْ لِنَفْسِكَ: (قَصِّرْ يَا فَتَـى
الأمَلا)
65. فَإِنَّ قَبْـرَكَ إِمَّا رَوْضَةٌ
حَسُنَتْ
أَوْ إِنَّـهَـا النَّارُ تُصْلِيْكَ
العَنَاءَ صَلا
66. فَكُنْ بِـهَـا وَرِعًا وَازْهَدْ وَجُزْ
فَطِنًا
وَلا تَكُنْ عَاجِزًا تَرْدَى كَمَنْ عَطَلا
67. وَحَقِّقَنْ دِيْنَهُ صَدِّقْ وَكُنْ
رَجُلا
وَاعْمَلْ وَرَاقِبْ وَمِنْ مَوْلاكَ بِتْ
وَجِلا
68. وَاخْتَـرْ شَرِيْعَتَهُ قَوْلا
وَمُمْتَثِلا
وَسُنَّةَ الـمُصْطَفَـى حِلا وَمُرتحلا
69. هَذَا خِتَامُ انْسِـجَامِ العِقْدِ،
أرَّخَهَا
(تَمَّتْ جُمَانَةُ صَاحِ) افْهَمْ تَكُنْ
جَبَلا
70. في (كَبْد) شَوَّالَ مِنْ يَوْمِ
الْخَمِيْسِ، (عَجَبْ)
أَبْيَاتُـهَـا، وَعَلَـى مَوْلاكَ فَاتَّكِلا
71. وَالْحَمْدُ للهِ مَنْ يَحْمَدْهُ فَازَ
وَمَنْ
يُقْبِلْ عَلَـى اللهِ يُعْطَ الْخَيْـرَ
مُتَّصِلا
72. وَمَنْ يُصَلِّ عَلَـى المختَارِ
سَيِّدِنَا
ما قِيْلَ (أَحْمَدُ)؛ هَذَا الْفَذُّ مَا
بَخِلا
73. فَصَلِّ يَا رَبَّنَا فـي كُلِّ
أَزْمِنَةٍ
وَسَلِّمَنَّ عَلَيْهِ عَدَّ رَمْلِ فَلا
74. وَالأَنْبِـيَـاءِ وَآلٍ وَالصِّـحَابِ
وَقُلْ:
يَا رَبِّ فَاغْفِرْ لِـمَـنْ قَدْ خَطَّهَا
وَتَلا
75. وَاغْفِرْ لِنَاشِرِهَا وَاغْفِرْ
لِحَافِظِهَا
وَاغْفِرْ لأَيُوْبَ إِذْ يَرْجُوْكَ
مُبْتَـهِـلا
۞۞۞۞۞
تم الانتهاء من تأليفها يوم الخميس السادس
والعشرين من شهر شوال لعام ثلاث وثلاثين وأربعمائة وألف من هجرة سيد المرسلين محمد
ﷺ،
فالحمد لله رب العالمين ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق