الثلاثاء، 29 سبتمبر 2015

جَوَابُ مَن طَلَبَ العَون فِي بَيَانِ حُكمِ القِرقَاعُون

جواب من طلب العون

في بيان حكم القرقاعون



 

تأليف
أيوب بن رشدان



نسخة من منشور فتوى المنفر






بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الميسر، والصلاة والسلام على النبي المبشر، الذي حذر من كل منفر، سيدنا محمد وآله وصحبه ومن سار على نهجهم ميسرا غير معسر، وبعد ..

فقد انتشرت في هذه الأيام - كما هي العادة في كل عام حيث ينشط رويبضة العصر وأشياخهم - فتوى في منشور تفيد بأن احتفال الأطفال في كل عام ليلة النصف من شهر رمضان أي ليلة الخامس عشر بما يسمى اليوم بـ (القرقاعون أو القرقيعان) هو بدعة تخالف الدين ويجب ردها حتى لا تضل المسلمين فتختل عقائدهم وينفرط عقدها المتين!!

فعجبت منها من فتوى تدل على طفولية صاحبها وكثرة جهالاته الموجبة للضحك والسخرية، بل تدل على سوء ظن صاحبها بالمسلمين إذ وجَّه عليهم في آخرها آيات نزلت في الكفار والمشركين!!

علما أن غاية القرقاعون اليوم - وهو عادة لأهل الخليج قديمة لا يعرف سببها ولا منشؤها - أن يتجول الأطفال ليلة النصف من رمضان فرادى أو جماعات في الغالب يقرعون بيوت الناس وينشدون بعض الأهازيج الممزوجة بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يكافئهم الناس على ذلك ببعض الحلويات المخلوطة بالمكسرات لتملأ بها الأكياس المعلقة برقابهم من باب الهدية!!

ولو أنه اكتفى بالنصح لهم فيما قد يحصل من بعض الكبار المكافئين للأطفال من تبذير أو تضييع أوقات العبادة فيما لا ينفع في مثل هذا الشهر الكريم لكانت نصيحة عظيمة متفقا عليها ولكنه تطرف إلى أن كاد يكفر المسلمين!! فالله المستعان على هذا الهذيان.

هذا وقد ألح علي من أحب أن أرد ردا مفصلا بعد أن سبق أن بينت له حكم الاحتفال هذا قبل أكثر من سنة باختصار؛ وذلك لأفند افتراءاتها بما تطمئن له النفس ويكون ميسرا للمسلمين فلبيت نداءه بعرض كل ما ورد من مُنفِّر لأقصمه بميسر، ولولا صلة المحبة وحق صاحبها عليّ لما شغلت نفسي والمسلمين بما يضيع الأوقات ويكاد أمره يكون من البديهيات، لذلك حتى لا يعد كلامنا لغوا وفيه وقوع فيما نحذر منه جئت بقواعد جليلة وفوائد جميلة تنفع المسلمين في عامة حياتهم بما يكون لهم عونا في ضبط أخذ فتاواهم ومعرفة البدعة وما يتعلق بها في معرض الرد إن شاء الله تعالى وبه التوفيق.

ملاحظة:

لقد وُزِّعَتْ فتوى القرقاعون على الناس دون التعريف بصاحبها إلا أنه بلغني أنه ينتمي للجماعة التي تسمي نفسها بالأثرية، وهي فرقة منبثقة من السلفية المعاصرة (الوهابية)، والحق أن أكثر هؤلاء يتسمون بالتشدد المنفر مع الجهل الفاضح الممزوج بنوع من الكِبْر! حتى لَكأنه يصدق فيهم قول الحبيب صلى الله عليه وسلم: ((إن بين يدي الساعة سنوات خداعات، يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة))، قيل: وما الرويبضة؟ قال: ((الرجل التافه يتكلم في أمر العامة)). وقوله: ((إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يُبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا، فسئلوا فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا)). صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

لذلك ارتأيت أن أنعت مؤلفها في جوابنا هذا بـ (المنفر)، لأن التنافر والتناقض قد اجتمع فيه من كل جهاته.. ولتكون له ولمن على شاكلته من المنفرين لعل الله يفتح بها قلوبهم ويلين أفئدتهم ويعلمنا وإياهم حسن الظن بالمسلمين.

(منفرة)

أورد المنفر حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه الذي قال فيه:  ((صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح، ثم أقبل علينا فوعظنا موعظة  وجلت  منها القلوب وذرفت منها العيون، فقلنا: يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا، قال: ((أوصيكم بتقوى الله، والسمع والطاعة وإن أمر عليكم عبد حبشي، فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة)).  

وأراد من خلال ابتدائه بهذا الحديث أن يجعل القرقاعون احتفالا يهدم الدين لكونه يضيف على الدين شيئا ليس منه ولهذا يجب نبذه بكل ما أوتينا من قوة وعلم!!

(ميسرة)

ويرد عليه بأمور تيسر على المسلمين وتهون عليهم ما صعبه المنفر عليهم بالضوابط الآتية:

أولا: إن الاحتفال بالقرقاعون هو للأطفال الصغار وليس للكبار، ومعلوم عند العامي قبل العالم أن الطفل غير مكلف وغير مطالب بالأحكام الشرعية وإنما يدرب عليها، وعليه فلا يصلح هذا التهويل ابتداء لأن المعنِيَّ به أساسا غير مكلف.

ثانيا: إن الاحتفال بالقرقاعون لا يفعله الأطفال وهم يعتقدونه أنه من الدين بل هو مجرد لهو ولعب محض عندهم، فلم يقل أحد من الناس بأنه احتفال ديني قط.

لذلك فلا معنى لهذا التهويل المصطنع.

ثالثا: إن انشغال البعض - ممن يدعي العلم - بمسائل الأطفال هذه بتهويلها وتجريمها والترصد لها ليعطي انطباعا عن طفولية هذا البعض قد يفوق طفولية الأطفال في احتفالهم بالقرقاعون، فليرحم نفسه وليعقل عقله فهو أصلح له وأنفع للأمة.. فإن لهو الأطفال - وهم غير مكلفين - بالقرقاعون المباح لا جرم فيه، أما لهو البالغين من الرويبضة بلعب الأطفال وإلهاء الناس بمهاتراتهم في شهر رمضان فذلكم الجرم الأثيم والتعدي العظيم.

وأما ما يتعلق بالجواب عن إشكالات الحديث الأخرى فستأتي لاحقا.

(منفرة)

يقول المنفر: "إن القرقاعون بدعة للأسباب التالية: ١. إن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يحتفل ولا أحد من الصحابة والتابعين أن احتفل بالقرقاعون فهي أمر محدث تم ربطه بعبادة وشهر فضيل".

(ميسرة)

يعجب العاقل حينما ينظر إلى هؤلاء الذين ينتسبون للعلم الشرعي الذي هو أشرف العلوم على الإطلاق إذ بها يرقى العقل والقلب والجسد والروح واللسان.. يعجب حينما ينظر لمثل هذه التعليلات التي لا تمت إلى العقل بصلة فضلا عن الشرع!! بل تدل على بلاهة في صاحبها فيها نكهة من الظرافة إن جاز لنا الضحك هنا!!

هذا وإني قد أعرضت عن نقد هذه الفتوى في ركاكة ألفاظها وصياغتها بما يفصح عن عجمة صاحبها وعدم تأهله للفتيا وعددت صاحبها أعجميا محضا ابتداء حتى لا نحيد عن أصل المسألة، وإلا فإن هذه الركاكة تكفي ذا العقل في مج هذه الفتوى ونبذها.

وعلى كل حال نقول إذ وجب رد هذا الخبال:

أولا: محاولة المنفر تعليق القرقاعون بالدين هو تهور محض بني على النقد بجهل والتخطيء بتعد وسوء الظن في المسلمين مع تنطع في الدين، وقد ذكرنا من قبل بأن القرقاعون هو مجرد احتفال للأطفال فقط.

ثانيا: لا أعلم أن القرقاعون كان على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم فهو بلا شك بدعة أي محدث وجديد، ولكن هل كل جديد يعد بدعة على معنى الحرام كما يصوره البعض لنا ومنهم المنفر؟!!

إن كان كذلك فكل ما في حياتنا بدعة إذن!! كالملابس والسيارات والطيارات والهواتف وأكثر المأكولات والمشروبات وغيرها.

لكن إن قال قائل بأن المقصود من البدعة هي الأمور التي تتعلق بالدين، قلنا له: صدقت، لذلك فإن القرقاعون ليس من الدين ولم يقل أحد بأنه من الدين في شيء، فلم هذا التشغيب وهذه الفوضى وهذا التعنت الذي يعسر على الناس؟!! 

فقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث آنفا: ((وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة))، أي وإياكم والمحدثات من الأمور التي تتعلق بالدين فإن كل إحداث بالزيادة في الدين مما ليس فيه يعد ضلالا يلقي بصاحبه في النار، وكما قال في الحديث الآخر: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)).

والضمير في قوله: ((أمرنا)) يعود على الشرع الحنيف كما لا يخفى، لا على أمور الدنيا لأن أمور الدنيا يجوز الإحداث فيها بالزيادة أو النقصان كما لا يخفى على من له عينان..

ثم إن الإحداث في الدين مما هو منه ويحفظ مصلحته قد يجوز، بل قد يستحب، بل قد يجب كالذي فعله الصحابة عند جمع القرآن الكريم..

وهنا لا يقال أيضا: بأن الرسول صلى الله عليه وسلم هو من قال: ((عليكم بسنتي وسنة الخلفاء))؛ وعليه فما فعلوه داخل في التشريع من هذا الوجه!!

لأنا نقول: إن المقصود من الحديث أن الصحابة رضوان الله عليهم يسيرون على منهج الرسول صلى الله عليه وسلم لا أنهم يشرعون دينا جديدا وأحكاما جديدة، وعليه فإن جمعهم للقرآن هو محدَث بلا شك ولم يفعله الرسول صلى الله عليه وسلم وهو معلوم قطعا لجميع الناس..

ويدل على ذلك أن أبا بكر الصديق رضي الله عنـه لما أشار عليه عمر الفاروق رضي الله عنه بجمع المصحف توقف أولا، وقال: كيف أفعل ما لم يفعله الرسول صلى الله عليه وسلم؟!! ولكنه بعد إصرار الفاروق تأمل وتفكر حتى انشرح صدره فوافق!!

فقد أورد البخاري في صحيحه وغيره عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: (أرسل إلي أبو بكر رضي الله عنه مقتل أهل اليمامة وعنده عمر رضي الله عنه فقال أبو بكر: إن عمر أتاني فقال: إن القتل قد استحر يوم اليمامة بالناس، وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن، فيذهب كثير من القرآن إلا أن تجمعوه، وإني لأرى أن تجمع القرآن. قال أبو بكر: فقلت لعمر: كيف أفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال عمر: هو والله خير، فلم يزل عمر يراجعني فيه حتى شرح الله لذلك صدري، ورأيت الذي رأى عمر. قال زيد بن ثابت: وعمر عنده جالس لا يتكلم، فقال لي أبو بكر: إنك رجل شاب عاقل ولا نتهمك، كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتتبع القرآن فاجمعه. قال زيد: فوالله لو كلفني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمرني به من جمع القرآن. فقلت لهما: كيف تفعلان شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال أبو بكر: هو والله خير، فلم أزل أراجعه حتى شرح الله صدري للذي شرح الله له صدر أبي بكر وعمر، فقمت فتتبعت القرآن أجمعه من الرقاع والأكتاف والعسب وصدور الرجال).

فانظـر .. فلـو كـان حكم أبي بكر وعمر وهما سيدا الصحابة والخلفاء الراشدين يعد دليلا بمجرده وتشريعا مستقلا بمفرده لكون الرسول صلى الله عليه وسلم قال فيهما: ((عليكم بسنتي وسنة الخلفاء)) لما رد أبو بكر على عمر بقوله: (كيف أفعل ما لم يفعله الرسول) .. 

ولكن لما كان حكمهما قاصرا ومحتاجا لأصل يبنى عليه من كتاب وسنة فهما أن سنتهما من سنته صلى الله عليه وسلم وليس تشريعا مستقلا كما يفهمه قاصروا النظر.

وعليه فإن الصحابة لا يشرعون من عند أنفسهم ولكنهم متبعون لسنة نبيهم وهم في الوقت نفسه يدركون أنه ليس كل مُحدَث حراما وضلالة!! كيف ذلك وقد يكون هذا المحدث فيه حفظ للدين كما في جمعهم المصحف الكريم؟!! 

فهذه البدعة - أعني جمع المصحف - وغيرها من البدع في الدين من نَقط المصحف وشَكله وحفظه (إلكترونيا) كلها بدع حسنة وإن لم تكن على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم؛ إذ لما كانت فيها المصلحة والمنفعة للدين كان فعلها مندوبا بل قد يكون واجبا في أحيان أخرى وهذا مصداق حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: ((من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء، ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء)) متفق عليه.

فائدة:                        

عدم تكرار العامل الجارِّ في قوله صلى الله عليه وسلم: ((فعليكم بسنتي، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين)) إذ لم يقل (وبسنة الخلفاء) واكتفى بالعطف دون تكرير حرف الجر الباء فيه دليل على عدم استقلالهم بالتشريع بما يخالف الشرع الحنيف، فهم تابعون له في الحكم كما تبعوه في العطف الإعرابي، ونظير ذلك قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} فلما لم يقل: (وأطيعوا أولي الأمر منكم) علمنا أن طاعتهم تبع لطاعة الله وطاعة رسوله، فكذلك هنا لما لم يقل: (وبسنة الخلفاء) علمنا أن سنتهما من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، فمن خالف منهم سنة الرسول أو طاعته فقد خالف، ولا يعتبر فعله سنة، ولا طاعة له حينئذ، ويؤيد ذلك أيضا قوله صلى الله عليه وسلم: ((لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق)).

ثالثا: لفظة (البدعة) هي وصف لمستحدث، وكثيرا ما ينشر الرويبضة المنفرة بين الناس هذا اللفظ على أنه يعادل معنى الزيادة في الدين والضلال المبين والتشبه بالمشركين!! وذلك حتى ينفروا الناس ويرهبوهم!! وهذه طريقة  تدل على جهل قائلها وعدم أمانته العلمية..

لأن البدعة هي: الشيء المحدث، أي الجديد، وبما أنه جديد فيجب علينا أن نبحث عن حكمه في الشرع، فهو إما (حلال أو حرام أو واجب أو مكروه أو مستحب)، لا أن نفتري على الله الكذب فنقول عنه: حرام أو حلال من عند أنفسنا، وقد قال المولى سبحانه: {ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون}..!!

إن طريقة العلماء في كل ما هو بدعة حادثة أن يصنفوه أولا قبل ترويجه للناس اكتفاء بكونه بدعة، فهو إما أنه من أمور الدين أصالة وإما لا، فإن كان من أمور الدين نظروا هل يتعارض والدين ويخالف مبادئه العامة مما هو منصوص عليه كأن يكون فيه تبذير أو ضرر أو يخالف نصا وما إلى ذلك أو لا؟ فإن كان يخالف مخالفة صريحة أكيدة وكانت النصوص تقتضي تحريم مثيله حرموه، أو يخالف مخالفة يسيرة قد تحتمله النصوص كرهوه أو اعتبروه خلاف الأولى، وإن كان لا يعارض النصوص فإن كان لا يتوصل الأمر الشرعي الثابت إلا به فهو واجب ، وإن كان يعين على الشرع دون تأكيد ووجوب طلب فهو مندوب إليه، لقوله صلى الله عليه وسلم: ((إن الحلال بيّن وإن الحرام بيّن وبينهما أمور مشتبهات فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه)).

وإن كان هذا الأمر المبتدع لا يترتب عليه مفسدة ولا مصلحة وهو ليس من أمور الدين بل من أمور الدنيا فهو مباح يترك على أصله لقوله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها، وحد حدودا فلا تعتدوها، وحرم أشياء فلا تنتهكوها، وسكت عن أشياء رحمة لكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها)).. رواه الدارقطني وغيره.

وعليه فإن الفقيه حين يُسأل عن حكم القرقاعون فإنه يصنفه أولا، ومن ثم يبحث عن الموانع له والدواعي له، ثم بعد ذلك يعطي الحكم الشرعي الذي لا يتعدى في مسألتنا هذه أن يكون مباحا للأطفال، وكذلك للكبار إن لم يكن فيه إسراف أو تبذير أو تضييع للأوقات.

فالأطفال لا يتشدد في الحكم معهم لأنه لا يتعلق بهم حكم لعدم تكليفهم كما أسلفنا وإنما يدربون شيئا فشيئا على معالي الأمور والورع والعبادات..

وأما المكلف فاحتفاله خلاف الأولى أو مكروه إن خلا من محرم، أما إن صار احتفاله مع محرم كتبذير وإسراف أو تضييع للواجبات أو فعل للمحرمات فيكون احتفاله حينها حراما لهذه الأسباب، لكن هذا ما لم نجده إلا من البعض.. فعليه يُخص كلٌّ بحكمه الذي يناسبه..

وأما هؤلاء المنفرون فقد تعودنا منهم أن يقولوا بدعة وضلالة !! على كل شيء لا يوافق هواهم المعوج!! هكذا على الإطلاق دون تفصيل!! بل تجاوز البعض حتى أوصل الأمر إلى أنه عقيدة كما سيأتي!!! نسأل الله العافية..

رابعا: قد ورد في الصحيحين أن الحبيب صلى الله عليه وسلم قال: ((يا بلال حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام فإني سمعت دف نعليك بين يدي في الجنة. قال: ما عملت عملا أرجى عندي أني لم أتطهر طهورا في ساعة ليل أو نهار إلا صليت بذلك الطهور ما كتب لي أن أصلي)). واللفظ للبخاري.

وفيه دليل على جواز فعل ما لم يفعله الرسول صلى الله عليه وسلم إن كان من الدين ولم ينه عنه سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم وعلى آله الطيبين.

وورد في البخاري أيضا من حديث رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ الزُّرَقِىِّ قَالَ: ((كُنَّا يَوْمًا نُصَلِّي وَرَاءَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم ، فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرَّكْعَةِ قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ . قَالَ رَجُلٌ وَرَاءَهُ: رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ ، حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ . فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ: مَنِ الْمُتَكَلِّمُ ؟ قَالَ: أَنَا . قَالَ: رَأَيْتُ بِضْعَةً وَثَلاَثِينَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَهَا ، أَيُّهُمْ يَكْتُبُهَا أَوَّلُ)).

وهو يدل على ما ذكرناه أيضا..

لكن يجب التنبه إلى أن القرقاعون ليس من الدين أصلا وهو لا يعارض الدين في شيء أيضا، وإنما نبهنا إلى ما نبهنا إليه لدفع ما يكثر نشره وتلبيسه على الناس من أن كل محدثة بدعة ضلالة وفي النار مطلقا دون تفصيل، وإنما قول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((كل بدعة ضلالة)) يفهم مع بقية أقواله صلى الله عليه وسلم وأفعاله، ليتضح بمجموعها بأنه إنما يعني بالضلالة كل بدعة مخالفة للدين وليست من أمر الدين في شيء، فهي ضلالة بلا شك، وأما البدع الحسنة فهي من باب: ((من سن سنة حسنة))، ولذلك قال سيدنا عمر رضي الله عنه بعد أن جمع الصحابة على أبي بن كعب في التراويح: (نعمت البدعة هذه).

(منفرة)

يقول المنفر: "٢. أصل هذه المناسبة أنها مناسبة شيعية، يحتفل الشيعة بها بمناسبة مولد الحسن بن علي بن أبي طالب، وهذا تشبه بهم وبالنصارى المحتفلين بميلاد عيسى عليه السلام في الكريسميس"

(ميسرة)

لم يوضح المنفر مصدره التاريخي لهذه المغالطة المضحكة، فهو قد اعتاد كما يبدو مطالبة الناس بالدليل بينما هو لا يأتي بأي دليل لكلامه الذي دلت العقول على نبذه!!

ثم إن محاولة المنفر ربط هذه المناسبة بنشأتها الذي هو في نظر المنفر تقليد أعمى من أهل السنة للشيعة في احتفالهم بمولد الحسن رضي الله عنه ليس بدليل شرعي على الحرمة..

وهل يعد دليلا على حرمة الشيء كون الشيعة يفعلونه؟!!

إنه تدليس على الناس حتى يستعطفهم لمذهبه المعوج الذي لم يؤسس على دليل بل على تعصب وتهويل، ولكي ينفرهم عن كل ما لا يراه صحيحا ولو كان أمرا من أمور الدنيا بل ولو احتفالا للأطفال كما هو حال القرقاعون .. يربط المنفر الأمر بالشيعة حتى ليخيل لفاعله أنه أوشك على أن يطعن في الصحابة ويكفر بالله!! وعليه فيجب محاربة هذا الذي يقول بجواز القرقاعون!!!

مبالغات وتلاعب بالدين ومشاعر المسلمين..

ثم إن كوننا نختلف مع الشيعة لا يعني أننا لا ننصفهم أو أن نفجر في خصومتهم أو أن نترك الصواب لأنهم يفعلونه.

ففي العزيز شرح الوجيز للرافعي قال موردا رأي الجمهور في أن السنة تسطيح القبر وإن فعلته الشيعة: "وقال ابن أبي هريرة: إن الأفضل الآن العدول من التسطيح إلى التسنيم؛ لأن التسطيح صار شعارا للروافض، فالأولى مخالفتهم، وصيانة الميت وأهله عن الاتهام بالبدعة. ومثله ما حكي عنه أن الجهر بالتسمية إذا صار في موضع شعارا لهم فالمستحب الإسرار بها مخالفة لهم ... لكن الجمهور على أن المذهب الأول، قالوا: ولو تركنا ما ثبت في السنة لإطباق بعض المبتدعة عليه لجرنا ذلك إلى تـرك سنـن كثيـرة وإذا اطـرد جرينـا علـى الشـيء خـرج عـن أن يعـد شعارا للمبتدعة." انتهى. 

إذن فلا نترك سنة من أجل أن المبتدعة يفعلونها، ثم لو كان فعل المبتدعة لسنة موجبا لتركها لكان ترك صيام عاشوراء لازما؛ لأن اليهود هم من احتفلوا به ابتداء!! ولكن مع هذا صامه الرسول صلى الله عليه وسلم وبين أنه أولى بموسى منهم!!

ففي البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة واليهود تصوم يوم عاشوراء، فسألهم، فقالوا: هذا اليوم الذي ظهر فيه موسى على فرعون، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((نحن أولى بموسى منهم فصوموه)).

كل هذا على فرض أن الأمر الذي سنفعله وهم يفعلونه من أمور الدين، فلا نتركه وإن فعله المبتدعة والكفار، فما بالك إن كان الأمر ليس من الدين أصلا كالقرقاعون الذي لا يعدو كونه لعب أطفال!! فالله المستعان.

تنبيه:

حديث ((نحن أولى بموسى منهم)) فيه دليل على جواز الاحتفال بغير العيدين، وكذلك فيه دليل على أن تقليد الكفار وأهل الكتاب جائز إن كان له محمل شرعي صحيح، وعليه فيقيد قوله  صلى الله عليه وسلم: ((خالفوا اليهود والنصارى))، والله أعلم.

ثم لم يكتف هذا المنفر حتى قرن هذا الاحتفال باحتفال النصارى بعيسى عليه السلام في الكريسميس!!! وهو يعتبر احتفالات الشيعة كاحتفالات النصارى التي حرمها جمهور علماء المسلمين !! كذلك فهو يعتبر الشيعة الذين هم من المسلمين في عمومهم كالنصارى الكافرين بتشريعات الدين وسيد المرسلين صلى الله عليه وسلم!!!

وهذا تطرف مؤداه تكفير الشيعة إطلاقا وهو أمر مرفوض وجُرأة على الله وعباده وتَعدٍّ على الحقوق.. وفي هذا الكلام نَفَسُ متطرف وهوى مُخرِّف خرج هو وفكر داعش من مشكاة واحدة تُدِرُّ ظلما وتذيع جرما!! فالحذر الحذر..

هذا وقد فرق العلماء بين الاحتفالات التي يختص بها النصارى والكفار كـ(الكريسميس) فالاحتفال بها حرام لأنه تقليد لما هو معظم عندهم فهو تشبه صريح ، وبين احتفالات أخرى ليست خاصة بهم فيختلف الحكم فيها باختلاف المصالح والمفاسد كما أسلفنا.

فائدة:

سئل العلامة الفقيه ابن حجر الهيتمي الشافعي رضي الله عنه بما لفظه "في شعب الإيمان الفارسية للسيد نور الدين محمد الإيجي رحمه الله أنه لا يجوز تسمية الثامن من شوال عيدا ولا اعتقاده عيدا ولا إظهار شيء من شعار العيد فيه فهل صرح بذلك غيره أو في كلام غيره ما يؤيده، وهل اتخاذ الطعام الكثير فيه كما في العيد إظهار لشعار العيد أو لا؟

فأجاب بقوله: لم أر لهذا السيد سلفا فيما ذكر عنه وليس ما ذكره بصحيح إلا في اعتقاد أنه عيد وضعه الشارع كما وضع عيدي الفطر والأضحى فتحريم اعتقاد ذلك ظاهر جلي، وأما مجرد تسمية ذلك عيدا أو إظهار شعار العيد فيه فليس بمحرم، نعم ينبغي أنه خلاف الأولى ، وخلاف الأولى يطلق عليه أنه غير جائز حملا للجواز على مستوي الطرفين فلعل السيد أراد بقوله (لا يجوز) ذلك، وإلا كان مخالفا لكلام الأئمة بلا مستند." انتهى نقلا من الفتاوى الفقهية الكبرى لابن حجر الهيتمي.

(منفرة)

قال المنفر: "٣. فيه إشغال الناس عن العبادة..".

(ميسرة)

إن كان يعني بالناس الأطفال فقد أخطأ إذ لا يضرهم ما ذكر لأنهم غير مكلفين كما أسلفنا، وإن كان يعني الكبار فقد يحصل من البعض، ولكن التعميم هنا غير جيد..

ومن باب الإنصاف فإن هناك بعضا من المكلفين من يلهو في هذا اليوم كثيرا حتى يفوت عليه الأجر والعمل الصالح، بل بعضهم يبالغ في الإعداد له قبل ذلك أياما، وبعضهم يسرف في الإنفاق، وكل ذلك يدعونا إلى توجيه النصح لهؤلاء أن استيقظوا من غفلتكم؛ إذ لا يعني كون القرقاعون جائزا في أصله أن نسرف ونبذر ونلهو ونضيع أوقاتنا فيه ونحن مكلفون ومحاسبون، ولا أن نعلم أولادنا ونعودهم على أهمية هذا الاحتفال حتى يكاد ينشأ الناشيء فينا وهو معظم له وغير معظم للعبادات والقيام في رمضان!! نشأ على ما عوده أبوه وأهله!!

فوجب الاقتصاد في هذا الاحتفال بما يفرح به الأطفال مع اجتناب المحظورات وكثرة تضييع الأوقات.

لطيفة:

سئل شيخ الإسلام البلقيني كما في فتاواه ما نصه: "شخص يكـون عنده

عرس أو غيره، ويأتي كل أحد من أصحابه وإخوانه وغيرهم فيُنَقِّطُ كل أحد على قدرته على عادة فعلهم في البلاد لا على وجه التبرع، وإنما يعطي بقصد رد بدله عند صدور شيء مما ذكر عند من نقط، فهل له المطالبة والرجوع أم لا؟

أجاب: ليس له المطالبة ولا الرجوع؛ لوجود التبرع بالإعطاء والحال ما ذكر" انتهى.

وقد وافقه عليها الفقيه ابن حجر كما في الفتاوى الكبرى. 

ثم ليعلم أنه لا مانع - حتى لا تخلو هذه المناسبة من خير - أن نربط بها وبأهازيجها شيئا من ذكر الله والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم من باب (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين)..

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "كانت الحبشة يزفنون بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويرقصون ويتكلمون بكلام لا يفهمه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما يقولون؟)) قالوا: يقولون: محمد عبد صالح". [يزفنون: يرقصون، وأصله اللعب والدفع]

فائدة:

يروى حديث الزفن بعدة طرق وألفاظه صحيحة مليحة، منها ما ذكرنـاه آنفا من حديث أنس رضي الله عنه لنستدل به على جواز مديح الرسول صلى الله عليه وسلم في الأهازيج والشعر وخلط ذلك بالرقص المباح في الاحتفالات المباحة كما فعلته الأحباش حيث قالوا وهم يزفنون: "محمد عبد صالح".

وكذلك روي من حديث عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت: "كان الحبش يلعبون بحرابهم، فسترني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أنظر، فما زلت أنظر حتى كنت أنا أنصرف"، فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن، تسمع اللهو"، وفي رواية أخرى لها أيضا: "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسترني بردائه، وأنا أنظر إلى الحبشة يلعبون في المسجد حتى أكون أنا أسأم، فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن الحريصة على اللهو"..

وفيه دليل على استحباب مراعاة الصغار في اللهو فهم أحوج إليه، وخصوصا الإناث منهم.

وفيه أن حكم الصغار يختلف عن حكم الكبار، بل فيه أن اللهو المباح كالرقص يختلف باختلاف الأشخاص كما هو مقرر في الفقه؛ فقد ورد من طرق صحيحة أخرى عن أبي هريرة رضي الله عنه وغيره قال: دخل عمر والحبشة يلعبون في المسجد، فزجرهم عمر رضي الله عنه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "دعهم يا عمر، فإنما هم بنو أرفدة" وفي أخرى "حصبهم" أي رماهم بالحصى.

فبان أن الأحكام تختلف باختلاف الأشخاص والأحوال، فالفقيه يضـع ذلك في عين الاعتبار.

ثم إنه ورد في الحديث من رواية أبي هريرة أن ذلك الرقص واللهو كان يفعل في المسجد، فانظر إلى سعة الدين ويسره، وقد كان المسجد يعتبر المدرسة والبيت والحياة التي يعيشون والفسحة التي عن همومهم بها ينفسون، وكما ورد في بعض طرقه: ((ليعلم اليهود والنصارى أن في ديننا فسحة)). فالحمد لله على نعمه.

(منفرة)

قال المنفر: "٤. التلفظ بألفاظ شركية في أهازيج القرقاعون كقول: (يا شفيع الأمة سلم ولدهم لأمه) ففيه دعاء نبينا صلى الله عليه وسلم من دون الله وهذا شرك"

(ميسرة)

يحاول المنفر بكل ما أوتي من قوة التعصب لرأيه في مسألة فقهية فرعية!! تعصب تلو تعصب تلو تعصب حتى انجر لنقلها من مسألة فقهية إلى جعلها مسألة شركية!! المخطيء فيها مشرك ويترتب على شركه الاستتابة!! فالتوبة وإلا القتل!!!

لا توازن ولا اتزان في كلام هذا المنفر .. بل لا دليل على قوله الممجوج وفكره المرفوض..

وأما استدلاله على شرك الناس بقولهم (يا شفيع الأمه ..) فهو مبني على سوء الظن في صحة اعتقادات الناس ورميهم جزافا بأنهم يعتقدون بأن الرسول صلى الله عليه وسلم ينفع ويضر من دون الله!! مع أنه لا يوجد مسلم يعتقد ذلك!!

وغاية ما في الأمر الذي لم يفهمه هذا المنفر المتهور:

أن المسلمين يعتقدون - كما ورد في الصحيحين وسيأتيك قريبا - أن الرسول صلى الله عليه وسلم له الشفاعة الكبرى، ولذلك فإن من أسمائه العظيمة ونعوته المعلومة (الشفيع والمشفع والشافع)، وأن مما امتنه الله به عليه لرفعته وزيادة في مقامه أن أعطاه الشفاعة الكبرى التي بها يَسلم الناس من هول المحشر، بل ويُخرج بها آخرين من النار، وهو فضل قد امتن الله به على رسوله صلى الله عليه وسلم كما يعتقده جميع المسلمين، لا أنه شريك لله في الضر والنفع مع الله كما يتهم هذا المنفرُ المسلمينَ ..!! نعوذ بالله من غضب الله ..

فمعنى كلام الناس في مدائحهم أنهم يريدون ((يـا مـن تشفـع  في الأمـة بفضل من الله إنا نطلب منك أن تدعو الله لكي يسلم فلانا لأمه)).

ولكنهم تجوزوا فيها - من المجاز - كما هي عادة العرب الفصحاء فنسبوا السلامة والتسليم له من باب نسبة الشفاء للدواء على أنه سبب لا أنه مداو بنفسه، لأن النافع والضار هو الله بلا أدنى شك عند كل مسلم..

وعليه فإن من يقول بأنه شرب دواء فشفي أو شفي بالدواء أو الدواء الفلاني مفيد ونافع وناجع فلا بأس في قوله ويحمل على أنه يعتقد أن وجود الشفاء من الدواء بوضع الله له فيه لا أنه ينفع من دون الله..

وهو أمر معلوم بديهي خصوصا إذا كان القائل مسلما فلا نظن فيه سوءا إطلاقا وذلك لأمرين:

الأمر الأول: أنَّا أمرنا بالتماس الأعذار للناس.

وقد ورد في الأثر قول جعفر بن محمد: (إذا بلغك عن أخيك الشيءُ تنكره فالتمس له عذراً واحداً إلى سبعين عذراً، فإن أصبته وإلا قل: لعل له عذراً لا أعرفه).

وقال حمدون القصار: (إذا زل أخٌ من إخوانكم فاطلبوا له سبعين عذرا، فإن لم تقبلـه قلوبكـم فاعلمـوا أن المعيـب أنفسكـم؛ حيـث ظهـر لمسلم [سبعون] عذراً فلم تقبله).

وقال الله سبحانه في معرض مدحه صحابة رسوله صلى الله عليه وسلم: {محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم}.

والرحمة تدعو إلى حسن الظن والتماس الأعذار، لا كما يفعل البعض.

الأمر الثاني: أن المسلم قد ثبت إسلامه باليقين فلا يعدل عن هذا اليقين إلى غيره إلا بيقين أوثق منه، وأما مجرد تهم فإنها لا تسمن ولا تغني من جوع لقوله صلى الله عليه وسلم: ((البينة على المدعي)).. ولا بينة للمنفر هنا سوى سوء الظن!!

والدليل على أن تهمة المنفر ظنية أن قائل (يا شفيع الامة..) يحتمل أنه يقصد محملا حسنا كما فسرناه من قبل، ويحتمل أنه يريد الشرك الذي رماه به المنفر، وترجيح الاحتمال الذي قلناه دليله إسلام قائلها الثابت باليقين، فلا يُعدل عن هذا الدليل إلا بيقين أقوى منه، وهو ما لم يستطع المنفر إثباته!! اللهم إلا تشغيبات كأنه مطلع على النيات!

هذا وقد أخرج البخاري في صحيحه قال: حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد حدثنا معبد بن هلال العنزي قال: اجتمعنا ناس من أهل البصرة فذهبنا إلى أنس بن مالك وذهبنا معنا بثابت البناني إليه يسأله لنا عن حديث الشفاعة فإذا هو في قصره، فوافقناه يصلي الضحى فاستأذنا فأذن لنا وهو قاعد على فراشه فقلنا لثابت: لا تسأله عن شيء أول من حديث الشفاعة، فقال: يا أبا حمزة هؤلاء إخوانك من أهل البصرة جاؤوك يسألونك عن حديث الشفاعة، فقال: حدثنا محمد صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا كان يوم القيامة ماج الناس بعضهم في بعض فيأتون آدم فيقولون: اشفع لنا إلى ربك، فيقول: لست لها، ولكن عليكم بإبراهيم فإنه خليل الرحمن، فيأتون إبراهيم فيقول: لست لها، ولكن عليكم بموسى فإنه كليم الله، فيأتون موسى فيقول: لست لها، ولكن عليكم بعيسى فإنه روح الله وكلمته، فيأتون عيسى، فيقول: لست لها، ولكن عليكم بمحمد صلى الله عليه وسلم، فيأتونني فأقول: أنا لها، فأستأذن على ربي فيؤذن لي ويلهمني محامد أحمده بها لا تحضرني الآن فأحمده بتلك المحامد وأخر له ساجداً، فيقال: يا محمد ارفع رأسك وقل يُسمع لك وسل تعط واشفع تشفع، فأقول: يا رب أمتي أمتي، فيقال: انطلق فأخرج منها من كان في قلبه مثقال شعيرة من إيمان، فأنطلق فأفعل ثم أعود فأحمده بتلك المحامد ثم أخر له ساجداً فيقال: يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع لك وسل تعط واشفع تشفع فأقول: يا رب أمتي أمتي، فيقال: انطلق فأخرج منها من كان في قلبه مثقال ذرة أو خردلة من إيمان، فأنطلق فأفعل ثم أعود فأحمد بتلك المحامد ثم أخر له ساجداً فيقال: يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع لك وسل تعط واشفع تشفع فأقول: يا رب أمتي أمتي، فيقول: انطلق فأخرج من كان في قلبه أدنى أدنى أدنى مثقال حبة خردل من إيمان فأخرجه من النار فأنطلق فأفعل)). فلما خرجنا من عند أنس قلت لبعض أصحابنا: لو مررنا بالحسن وهو متوار في منزل أبي خليفة فحدثناه بما حدثنا أنس بن مالك، فأتيناه فسلمنا عليه فأذن لنا فقلنا له: يا أبا سعيد جئناك من عند أخيك أنس بن مالك فلم نر مثل ما حدثنا في الشفاعة فقال: هيه فحدثناه بالحديث فانتهى إلى هذا الموضع فقال: هيه، فقلنا: لم يزد لنا على هذا فقال: لقد حدثني وهو جميع منذ عشرين سنة فلا أدري أنسي أم كره أن تتكلوا، قلنا: يا أبا سعيد فحدثنا فضحك وقال: خلق الإنسان عجولاً، ما ذكرته إلا وأنا أريد أن أحدثكم، حدثني كما حدثكم به وقال: ((ثم أعود الرابعة فأحمده بتلك المحامد ثم أخر له ساجداً فيقال: يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع وسل [تعط] واشفع تشفع فأقول: يا رب ائذن لي فيمن قـال: لا إله إلا الله، فيقـول وعزتـي وجلالـي وكبريائي وعظمتي لأخرجن منها من قال لا إله إلا الله)). انتهى

فهذا حديث جليل يدل على مكانة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ويدل على ظهور كرم المولى على حبيبه يوم القيامة بالشفاعة الكبرى، فينقذ أناسا من أمته ويخرجهم ويسلمهم من النار حتى لا يبقى فيها من قال لا إله إلا الله بفضل الملك القهار سبحانه وتعالى، وهذا تفضل من الله على رسوله ومِنَّة ما بعدها من مِنَّة، وهو مايعتقده الناس عند قولهم (يا شفيع الامه سلم ولدهم لامه) وهو اعتقاد موافق لمفهوم الحديث الصحيح .. فلا مدخل للشرك في كلامهم لأنهم يعتقدون أن النافع والضار هو الله وأن التوسل بالرسول صلى الله عليه وسلم جائز إذ هو مجرد سبب، وقد أعطاه الله الشفاعة إكراما له فهو أفضل الخلائق أجمعين.

(منفرة) 

يقول المنفر: "فمن أنشد هذه الأنشودة وقع في الشرك القولي"

(ميسرة)

إن كان يرى هذا المنفر أن جميع المسلمين في غالب بلدان الخليج ومن تبعهم ممن يحتفلون بهذه الليلة وغيرها من الليالي والاحتفالات المشابهة كما هو مشاهـد قد وقعـوا في الشـرك فهو يعني أنه لا يوجـد مسلمون في الدنيا أوفي الخليج إلا قليلين منفرين مثله هو وأصحابه..!!

وهو منهج تكفيري واضح لا حاجة للإطالة في الرد عليه لظهور عواره ونكارة خواره..

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا سمعت الرجل يقول: هلك الناس، فهو أهلكهم)).

تنبيه:

قوله: ((أهلكُهُم)) روي بالرفع ومعناه أنه أكثرهم هلاكا، أو أن الهلاك يصيبه، وقد روي بالنصب ((أهلكَهُم)) ومعناه أنه هو السبب في إهلاكهم، لذا قال الراوي: "لا أدري، أهلَكَهُم بالنصب، أو أهلَكُهُم بالرفع"، لكن الظاهر أن الرفع أفصح، والله أعلم.

(منفرة)

قال المنفر: "والرافضة يدعون يا علي ، وأبناءنا يدعون: يا شفيع الامه، اي محمد صلى الله عليه وسلم .. أعوذ بالله من الشرك"

(ميسرة)

يواصل المنفر بأسلوبه الركيك في الربـط بين المتنافرات، وترويـج فكـره

المعوج الذي ليس فيه أي دليل أو تعقل بل عبر الترهيب والتنفير، فعاد مرة أخرى ليقول بأن في العبارة خطأ لأن الشيعة يقولون: (يا علي) !!!

وكما سبق نقول: لا دخل لنا بالشيعة ههنا، وعلى فرض أن الشيعة يقولون ذلك فلا يعني ذلك أنه خطأ بالضرورة بل يجب على العاقل أن يزن الأمور بالميزان الصحيح بعد التجرد من الهوى والفجور في الخصومات.

لذلك فاعلم أنه يرد النداء بأدوات عدة في لغة العرب كـ (أ، أيا، يا، هيا..) ويراد بها أحيانا النداء وأحيانا الدعاء وأحيانا الندبة وهكذا..

فليس بالضرورة حينما يقول أحدهم: (يا زيد) أنه يدعوه من دون الله ويعتقد نفعه وضره من دون الله!! فقد يحتمل أنه يناديه ليأتيه بكوب من العصير مثلا، وهذا يعرف بالسياق..

إذا علم ذلك فليعلم أنه ليس بالضرورة حينما يقول الناس (يا شفيع الامة) أو (يا محمد) أو (يا علي كما يقول الشيعه) أن يكون ذلك بمعنى الدعاء المتضمن نفع المدعو للداعي من دون الله!!!

وقد بينا من قبل أن حسن الظن بالناس أولى وأفضل، على أن هناك أدلة كثيرة تدل على أن هذا النداء لا يعتبر دعاء وإنما هو مجرد تبرك في غالب استعمالاته، ولولا الإطالة التي ستخرج الجواب عن المقصود لأطنبنا في الاستدلال.

فائدة:

أورد الحافظ ابن كثير تلميذ الإمام ابن تيمية رحمهما الله تعالى في تاريخه البداية والنهاية في أحداث مقتل مسيلمة ما نصه: (وحمل خالد بن الوليد حتى جاوزهم، وسار لجبال مسيلمة، وجعل يترقب أن يصل إليه فيقتله، ثم رجع، ثم وقف بين الصفين ودعا البراز، وقال: أنا ابن الوليد العود، أنا ابن عامر وزيد، ثم نادى بشعار المسلمين، وكان شعارهم يومئذ "يا محمداه") انتهى.

تنبيه هام:

الذي تقـدم عن ابن كثير هو المعروف عن الصحابة، وهـو محمـول على المحامل الحسنة التي قررناها أثناء الجواب، وفيه دليل على أنه لا إشكال في مثل هذه الألفاظ إن صدرت من المسلمين الموحدين.

وأما من يدعو غير الله ويريد أنه النافع والضار من دون الله أو مع الله، أو يريد بهذه الألفاظ مثل (يا علي) أو (يا محمد) أن المدعُوِّين من دون الله ينفعون ويضرون استقلالا فهو مشرك بالإجمـاع، ويحال أمره إلى القضـاء

ليعلم ويستتاب ويؤدب.

لذلك لا نحب الترويج لمثل هذه النداءات التي توهم الشرك في أذهان الناس اليوم حتى يُعلَّم الناس مدلولات الكلام في لسان العرب، لا لأنها في أصلها حرام ولكن من باب تحديث الناس بما يعقلون فهو خير من التلبيس عليهم في دينهم.

وقد ورد في الصحيح من قول علي رضي الله عنه: (حدثوا الناس بما يعرفون، أتحبون أن يُكذَّب الله ورسوله).

ونقول أيضا في المقابل لمن ساء ظنه بالناس: أحسن الظن بالمسلمين، فلو صدرت كلمة موهمة من أحدهم فعليك أن تلتمس له ولو سبعين عذرا.

(منفرة)

قال المنفر: "٥. أصبح كعيد ثالث للمسلمين ...والرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله عز وجل قد أبدلكم بيومين ..خيرا منهما الفطر والأضحى".

(ميسرة)

أولا: يكذب المنفر حينما يقول بأن الرسول صلى الله عليه وسلم (نهى عن ذلك)! لأن الحديث ليس فيه نهي البتة !! وصيغ النهي قد درسها العلماء وهي موجودة في كتب الأصول والفقه ويعرفها أصغر طلاب العلم.

ثانيا: على فرض أن القرقاعون أصبح كالعيد من جهة شراء الجديد والأكل والشرب فما المانع من ذلك؟!! ولا يوجد نهي صريح صحيح؟!!

وقد قدمنا لك فتوى العلامة ابن حجر الهيتمي التي تدل على جواز القرقاعون، وهو من هو في الفقه والتقوى.

ثالثا: ظاهـر حديـث العيديـن الذي يستدل به المنفر أن الرسول صلى الله عليه وسلم يكلم الكبار والصغار على حد سواء بخلاف القرقاعون الذي هو خاص بالأطفال كما يظهر، ما يعني أن الحديث في غير موضع النزاع.

رابعا: إن قول الرسول صلى الله عليه وسلم (خيرا منهما) فيه نوع دليل على جواز الاحتفال بغيرهما - إن صح قلب الدليل على المنفر - لأن صيغة التفضيل تقتضي أن المفضول يحوز على فضل أيضا وإن كان أقل قدرا، فالعيدان (الفطر والأضحى) خير من غيرهما من الأعياد، وذلك يقتضي وجود نوع خيرية في غيرهما، كقوله صلى الله عليه وسلم: ((صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة)) أي أن صلاة المنفرد تحسب لها درجة أيضا وإن كانت الجماعة تزيد عليها، وهو دليل للجمهور القائلين بعدم وجوب الجماعة خلافا للحنابلة ومن معهم.

خامسا: إنه على فرض أن الحديث فيه نهي فتوجيهه أنه نهاهم عن التشبه بالكافرين وتقليدهم في احتفالاتهم، وليس نهيا عن كل احتفال وهو أمر قد قررناه سابقا..

فإذا علمت ذلك وعلمت أنه لـم يعهـد مـن الكفـار ولـم يثبـت تاريخيا احتفالهم بالقرقاعون علمت أنه لا وجه لاتهام المحتفلين من المسلمين بالتشبه بالكافرين لانتفاء وجه المشابهة، وأما من يدعي غير ذلك فعليه أن يدلل على دعواه بالإثباتات التاريخية حتى يتضح وجه الشبه. فتأمل.

سادسا: ومما يدل على أن العيد المنهي عنه إنما هو عيد فيه تقليد للكافرين وليس أعيادا أخرى أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد جعل الجمعة عيـدا فقــال: ((إن هــذا يـوم عيـد جعلـه الله للمسلميـن فمـن جــاء

الجمعة فليغتسل)).

وعلى هذا الحديث فإن أعياد المسلمين كثيرة في السنة وليست أعيادهم محصورة في عيدين فقط كما يدعي هذا المنفر..

ملاحظة:

يمكن الجمع بين حديث العيدين وحديث الجمعة بأن عيد الجمعة هو عيد أسبوعي لتكفير الذنوب وأما عيد الفطر وعيد الأضحى فهما عيدان سنويان لإحياء شعائر أخرى كما هو معلوم.

كذلك فإن الصلوات المفروضات تعتبر عيدا لاعتياد المتقين لها وعودهم إليها متى ما وجب وقتها، وكذا كل عبادة نرجع إليها، ويشير إلى هذا المعنى قول الحبيب صلى الله عليه وسلم: ((الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان كفارات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر)).

وفيه إشارة إلى عود رمضان أيضا بالخير فهو عيد للمسلمين يفرحون به من أوله إلى آخره لقوله صلى الله عليه وسلم: ((للصائم فرحتان: فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه)).

والله أعلم

(منفرة)

قال المنفر "ولمن يقول هذا تراث أجدادنا وعاداتنا وتقاليدنا نقول لهم وهل تقدم العادات والتقاليد على قول الله ورسوله ، قال تعالى: وإذا قيل لهم تعالوا ..." وأخذ يسرد الآيات التي نزلت في مشركي قريش وكفارها ممن اتبعوا آباءهم في عبادة الأصنام كاللات والعزى وهبل!!!

(ميسرة)

وهكذا يكشر المنفر - المتعصب المتشدد لرأيه العاطل عن أي حجة أو دليل واضح - عن أنيابه المتعطشة للدماء..

هكذا يُنَزِّل الآيات القرآنية التي نزلت في المشركين الذين يتبعون آباءهم وأجدادهم عباد الأصنام وهبل واللات والعزى، ينزلها على المسلمين أبناء المسلمين الذين يتبعون آباءهم وأجدادهم من الصحابة والعلماء المتبعين للرسول صلى الله عليه وسلم..!!!

مقارنة عوجاء ظالمة.. ورؤية بليدة قاتمة..

هكذا وبكل بساطة هو مستعد لوضع غالب الأمة المحمدية في خانة الكفر وفي نار جهنم لأنه يختلف وإياهم في الرأي في مسألة فقهية فرعية!! احتفـال الأطفـال بالقرقاعـون!! وليت عنـده دليلا!! بل يجهل جهلا ويطبل عليه تطبيلا!!

ألا قاتل الله الجهل وأهله..

(منفرة)

ثم أورد المنفر فتوى للجنة الدائمة للإفتاء على أنها القول الراجح عنده إذ هي تؤيد ما ذهب إليه. وتؤيد مذهب أشياخه المتعصبين كما يظهر.

يوردها ليرهب الناس بها ويبين لهم أنهم مخالفون للدين القويم والصراط المستقيم!!

(ميسرة)

وبما أن هذه الفتوى توافق هوى المؤلف في تشددها وفي منشئها فإننا نأتيه بما يوازيها في قيمتها عنده لعل هواه يعتدل فنقول:

١. أفتى مفتي المملكة العربية السعودية الحالي الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ بجواز الاحتفال بالجنادرية. وهو حفل كبير يقام سنويا في المملكة العربية السعودية بحضور الملوك والأمراء وتقام فيه الفعاليات والمهرجانات التي يعلمها القاصي والداني!!

٢. أفتى بذلك أيضا إمام الحرم المكي الشيخ عبدالرحمن السديس.

وفتواهما موجودة وموثقة ومنشورة ومشهورة غير مستترة.

وعليه فنحن نطالب هذا المنفر ومن هم على فكره ممن يشغبون على الناس دينهم وأيامهم أن يجيب على سؤالنا:

ما حكم الاحتفال بعيد الجنادرية الذي يحتفل به خادم الحرمين الشريفين؟!! وما حكم الشرع الحنيف في هذين الشيخين (آل الشيخ والسديس) ؟!! وهل هما مشركان بسبب فتواهما هذه؟!! أفتونا مأجورين مع ذكر الدليل من الكتاب والسنة.

وفي ختـام هـذه الفتـوى نسـأل الله الثبـات علـى الديـن وحسـن الظـن بالمسلمين وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين.

 

وكتبه الأقل المحتاج لعفو ربه الرحمن

أيوب بن رشدان

تم الفراغ منه ليلة الخميس

ليلة النصف من رمضان ١٤٣٦هـ

الموافق ١ / ٧  / ٢٠١٥م

۞۞۞

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق